موضوع: مسلو اوربا السبت أبريل 25, 2009 1:57 pm
--------------------------------------------------------------------------------
+
----
-المسلمون في ألمانيا معزولون ويجدون صعوبة في الاندماج
مسلمو اوربا يتطلعون لتغيير (وجهات نظر) مجتمعاتهم عن الاسلام
شؤون سياسية - 25/04/2009 - 2:24 pm
برلين/ واشنطن/ النور
كثيرا ما تؤدي الهوة الشاسعة بين مسلمي أوروبا البالغ عددهم 16 مليونا والمجتمعات العلمانية التي يعيشون فيها إلى سوء الفهم والازدراء، بل وحتى العنف. وبغض النظر عن الاتهامات المتبادلة، إلا أن أحد الأسباب التي تجعل الكثير من المسلمين يجدون صعوبة في الاندماج في دول الاتحاد الأوروبي هو أن أئمتهم يأتون عادة من تركيا والعالم العربي، وضعفهم في اللغة وعدم معرفتهم بالبلد الذي يضيفهم يحول من دون قدرتهم على مساعدة أفراد مجتمعهم في التكيف مع الحياة في الدول التي يقيمون فيها.
ولكن في شهر اذار افتتحت مدرسة تجريبية جديدة للأئمة في حي في شرقي برلين، وقد تساعد على إيجاد نموذج لنوع أوروبي مميز من الإسلام. والمهمة الشاقة التي تواجه هذه المدرسة، وغيرها من المبادرات المماثلة المتزايدة في أوروبا، كما يقول الصحفي بول هوكينوس، هي تلبية احتياجات المسلمين في أوروبا، مع الحرص في الوقت نفسه على التوفيق بين الثقافتين الإسلامية والغربية. والطلاب الذين تم تسجيلهم في هذه المدرسة هذا العام، وعددهم 29 طالبا، ولدوا جميعهم وترعرعوا في أوروبا (وكلهم من الذكور)، سيدرسون اللغة العربية والديانة الإسلامية بالإضافة إلى اللغة الألمانية والتربية الوطنية. وتجمع دراستهم بين مبادئ الإسلام والثقافة الأوروبية المعاصرة، ولا سيما الديمقراطية وحقوق الإنسان.
وقد أسس المدرسة، التي أطلق عليها اسم معهد بخارى، 300 عضو في مسجد في برلين تابع لإحدى الطرق الصوفية. ومعظم المترددين عليه من الأتراك الذين هاجروا إلى ألمانيا في الستينات والسبعينات من القرن الماضي لسد النقص في الأيدي العاملة، شأنهم في ذلك شأن مئات الآلاف من مواطنيهم. ومنذ ذلك الحين انتشر أفراد الجالية التركية الكبيرة في الجزء الغربي من البلاد. وفي الآونة الأخيرة اتضح لكثيرين منهم أن من الضروري إيجاد جيل جديد من الأئمة الذين يجيدون اللغة الألمانية. ويقول مدير المدرسة الكساندر ويغر، وهو مواطن بافاري اعتنق الإسلام: ((نريد تعليم أئمة لهم جذور في هذه المجتمعات.. وينبغي أن يكونوا قادرين على الدخول في حوار مع الكنائس والمسؤولين وفئات المجتمع المدني الأخرى)).
وليست المدرسة سوى آخر محاولة لإيجاد نموذج إسلامي أكثر ملاءمة لأوروبا. ومنذ سنوات ظل اتحاد المراكز الثقافية الإسلامية الذي يتخذ من كولون مقرا له يدرب أئمته بنجاح كبير. والأكاديمية الإسلامية في برلين تقدم دروسا في اللغة الألمانية وغيرها من المواد للوعاظ المسلمين والنساء بتمويل من مدينة برلين. وفي فرنسا تم تأسيس أول كلية للأئمة من هذا النوع عام 2004، وهي تضم نساء فضلا عن الرجال. وفي بداية الأمر كانت الحكومة السعودية هي التي تتولى تمويلها، غير أنها تقول الآن إنها تعتمد على مواردها الخاصة. والجامعات الفرنسية توفر للأئمة المولودين في الخارج مقررات دراسية تشمل اللغة الفرنسية والقانون والثقافة. ولكن معهد بخارى فريد من نوعه لأنه أسس بمبادرة خاصة، وأسسه وموله مسلمون محليون، وليس الدولة أو أي حكومة أجنبية.
وقد رحب السياسيون بهذه المبادرات بحرارة. ويرى الاتحاد الأوروبي أن نشوء نموذج إسلامي أكثر تسامحا وانفتاحا يوفر وسيلة لمواجهة التطرف. ودعا الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي إلى رصد أموال عامة لتعليم الأئمة، كما أن المسؤولين في برلين رحبوا بحرارة بمعهد بخارى. غير أن الجالية الإسلامية المحافظة كانت أقل ترحيبا، واعتبرت معهد بخارى وأمثاله انحرافا عن تعاليم الإسلام الأساسية. وأكبر منظمة إسلامية في ألمانيا، وهي الاتحاد التركي الإسلامي للدين، مازالت لا تقبل إلا الأئمة الذين يتلقون تدريبهم في العلوم الدينية في تركيا، وتنوي التمسك بهذا الموقف.
ورغم ذلك فليس هناك وقت أنسب من الوقت الحالي لهذه المحاولات الرامية إلى إيجاد ما أطلق عليه البعض اسم الإسلام الأوروبي. فقد أظهرت دراسة أجريت أخيرا في النمسا وتسببت في ضجة تخطت الحدود، أن ربع مدرسي الديانة الإسلامية يعتقدون أن حقوق الإنسان والديمقراطية تتعارض مع الدين. وقال 28 بالمائة منهم إن هناك تناقضا بين أن يكون الشخص أوروبيا وأن يكون مسلما في الوقت نفسه. ويقول إبرهارد سيدل، من منظمة المدارس غير العنصرية للمنظمات غير الحكومية: من الواضح أن هناك مشكلة، وأنها لا تقتصر على النمسا وحدها عندما يتعلق الأمر بنظرة الإسلام للديمقراطية والتعددية. فقد كانت نتيجة دراسة أجريت في ألمانيا العام الماضي مزعجة بالقدر نفسه، حيث خلصت إلى أن خمس الأئمة الأجانب يتمسكون بمذهب إسلامي أصولي محافظ، كما أن بعض الأئمة اختيروا من بين المتطرفين.
ويتطلع المنادون بالإسلام الأوروبي، ومن أبرزهم العالم السويسري طارق رمضان، إلى تغيير هذا الوضع. وهم يقولون إنه ينبغي على المسلمين الأوروبيين المشاركة بصورة نشطة في الحياة الاجتماعية والثقافية في المجتمعات التي يعيشون فيها، كما ينبغي عليهم أن ينأوا بأنفسهم بصورة واضحة عن الأصولية. وقد تساعد مدرسة مثل بخارى في تحقيق هذا الهدف فضلا عن مساعدة الأوروبيين على النظر إلى الإسلام، لا باعتباره فكرا خطرا، بل باعتباره مجرد دين أوروبي آخر.