موضوع: بين الخرطوم والقاهرة "انفصامٌ" في السياسة الدولية الخميس أبريل 16, 2009 5:49 pm
--------------------------------------------------------------------------------
+
----
-بين الاثنتين خطٌ حدودي تــحــدّده الــقــارة الافريقية ... جــوارهــمــا الاقــلــيــمــي لم يعهد اســتــحــواذ الاهتمام الدولي السياسي والانمائي غير ا نهما بطلتا ا لتا ر يخ "الأسمر" القديم والحديث...
مصر والسودان، جارتان لم تلتقيا ســو ى با نتما ئهما الافــريــقــي فــيــمــا الـــفـــوارق شاسعة خصبة منبعها بئر مــن الــســيــاســات الاميركية المتعاقبة والمتناقضة.
"طلب مدعي المحكمة الجنائية الدولية من المحكمة الاثنين الماضي الموافقة على اصــدار امر باعتقال الرئيس السوداني واتهمه بشن حملة ابـــادة جماعية ضــد القبائل قتل فيها 35 الف شخص بالاضافة الى 100 الف شخص آخر من خلال" الموت "البطيﺀ في اقليم دارفور الــذي تضربه الــحــرب.".
. خبرٌ اورده إعــلام العالم الاسبوع الماضي اثر تطوّر ملحوظ على الساحة السودانية، غــيــر ان الــلافــت فــيــه هــو مناسبة قلب النظام "البشيري" في هذه اللحظة السياسية بالذات في وقت خــفّــت نــار غليان الــشــرق الاوســط وضفافه وتقلّص العنف الغزاوي- الاسرائيلي.
مقتل الــعــنــاصــر الثمانية من القوة المشتركة بين الامم المتحدة والاتحاد الافريقي واصابة 22 آخرين بجروح الاسبوع الماضي في كمين نصبته ميليشيات مدججة بالسلاح في شمال دارفور، اتى ليشعل فوضى من النوع الشرق اوسطي، الاسلوب الامثل لتغيير المسار السياسي الحاكم، الا ان الخطة الغربية في الدولة الافريقية الاكبر، لا تشبه تلك الاخرى في مصر او الاردن او غيرهما من البلدان التي تصبّ في المحور السياسي ذاتــه، بل اشبه بالنهج الاميركي في بغداد يوم تقرر سقوط صدام حسين. فإطار اللعبة السياسية الاميركية خصوصاً والغربية عموماً، ثــروة البترول والــغــاز الطبيعي وامتلاك الاراضي الزراعية الضخمة، امرٌ يبرّر التسابق الاقليمي والدولي في الــســودان، وفــي اقليم دارفــور الــمــتــمــرّد، عـــنـــوان "ســلــة غـــذاﺀ العالم"، مع ازمــة الــغــذاﺀ الهائلة التي تطرق باب العالم اليوم فيما الجميع منصرف لتأمين السلاح والسلطة ومظاهر الــقــوة! كذلك القطن والسمسم والفول السوداني والصمغ العربي (ينتج السودانيون 80 في المئة من الانتاج العالمي للصمغ العربي) وقس على ذلك من امثلة لموارد غذائية ضخمة تختبئ في الارض السمراﺀ وحقول اصحابها فيما يتسابق الغرب لاستخلاصها بعيداً عن استفادة "اهل البيت".
اخــــتــــلاف الـــنـــهـــج الامـــيـــركـــي السياسي من ضفة الى اخرى- مهما قربت هذه الضفاف من بعضها الــبــعــض- يبرهن التناقض في استراتيجيته الدولية و "انفصام الــحــســابــات"، فــمــشــروع "تغيير الــنــظــام" فــي بــلــد عــربــي مــا في نظر الاميركيين قــد يعتمد اما على ارســاﺀ "الفوضى البناﺀة" او "الاغتيال" البناﺀ او "المراوحة البناﺀة" او "المماطلة البناﺀة"، اما النتيجة السياسية فواحدة: تأمين المصلحة الاميركية. في مصر، لا مصلحة دولية في قلب ديكتاتورية حسني مبارك او اقطاعيته او نظامه الذي تولى رئاسته في 14 تشرين الاول، 1981 موجزاً عدد رؤساﺀ مصر الى اربعة منذ قيام الجمهورية، طالما ان في ذلك منفعة اميركية جــادة على محاور شــرق اوسطية متعددة.
واقــع لا ينطبق على الخرطوم الـــتـــي انــفــصــلــت عـــن الــقــاهــرة العام، 1956 رغــم وحــدة الوتر الاسلامي السني التي تراهن عليه واشــنــطــن فــي الملعب المصري رامية الى ابقائه قوة تعاون الوجود السني السعودي فـــي وجــــه الــكــيــان الشيعي الايراني. استراتيجية "احتواﺀ النظام" سقطت في الخرطوم فاستعيض عنها الآن بمشروع "تــغــيــيــر الــنــظــام"، فوصلت ايــام عمر حسن احمد البشير الى نهايتها بغض النظر عن مدى ذنبه او صدقه، وها هي تتبع طريق المحاكمة، سياسة تنفيذية، مهما علت التجاذبات القضائية والدولية حيال شرعية عمل المحكمة الجنائية الدولية التي تطالب باعتقال البشير، والتي تأخذ منحاها الطبيعي والمتوقع من خلال انقسام الآراﺀ الدولية حولها وفقاً للمحورين العالميين.
سورية، ايــران، حماس، الصين وغــيــرهــا فــي وجـــه تــشــاد والامـــم المتحدة وفرنسا ولندن... مواقف تــضــاربــت بــيــن ادانـــــة الــهــجــوم "البغيض" على الــســودان، كما وصفته طهران، وتأييد المحكمة
تجمع اكثر من الف متظاهر امام القصر الجمهوري في الخرطوم الخميس وهتفوا بالموت للمدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية لويس مورينو اوكامبو الذي طالب باصدار مذكرة اعتقال في حق الرئيس السوداني عمر البشير.
وهتف المشاركون في التظاهرة التي نظمها اعضاﺀ في حزب المؤتمر الوطني الذي يتزعمه البشير "نحن قبائل دارفور نؤيد البشير" و "الموت لاوكامبو".